القرحة الهضمية
10-08-2013 05:54 صباحاً
0
0
832
هي تقرح يحدث في بطانة المريء أو المعدة أو الجزء العلوي من الأمعاء نتيجة حدوث ضرر في هذه البطانة، مما يؤدي إلى انكشاف الطبقة الداخلية من الجدار المعوي. ولذلك فإن القرحة الهضمية تظهر تحت المنظار كحفرة حمراء اللون في جدار المعدة أو الأمعاء أو المريء.
وتوجد ثلاثة أنواع من القرحة الهضمية تبعا لمكان حدوثها:
القرحة المريئية، وتحدث في المريء، وهو القناة التي تحمل الطعام من البلعوم إلى المعدة.
القرحة المعوية، وتحدث في المعدة.
قرحة الاثني عشر، وتحدث في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة والمسمى بالاثني عشر.
الآلية:
تغطى القناة الهضمية من الداخل بطبقة مخاطية تحميها من الحمض المعوي، وتفرز الأخيرَ نوعٌ من الخلايا تسمى الخلايا الجدارية (parietal cells)، ويتكون بشكل أساسي من حمض الهيدروكلوريك, مما يجعل حموضة المعدة تعادل عادة 1.5 إلى 3.5 PH.
وتحتاج المعدة هذا الوسط الحامضي للقيام بعملية الهضم وتفتيت الطعام إلى أجزاء صغيرة بمساعدة الأنزيمات الهضمية، وذلك لامتصاصها من قبل الجسم والاستفادة منها.
أما الطبقة المخاطية فتفرزها خلايا أخرى في جدار القناة الهضمية، ويتسم هذا المخاط بلزوجته ويعمل على حماية الطبقة الداخلية من القناة الهضمية من تأثير الحامض المعوي.
وتحدث القرحة عند حصول خلل في التوازن بين الحمض والمخاط، فإذا زادت كمية الحامض المعوي أو قلت الطبقة المخاطية التي تحمي الجدار المعوي، يصل الحمض إلى الطبقة الداخلية من الجدار وتحصل القرحة الهضمية. وهذا يعني أن القرحة جرح أو حرق كيميائي في النسيج الحي ناجم عن الحمض الهضمي.
الأسباب:
الإصابة ببكتيريا الملوية البابية 'هيليكو باكتير بايلوري'، إذ تعيش هذه البكتيريا عادة في الطبقة المخاطية التي تبطن المعدة، وهي في العادة لا تسبب مشاكل، ولكن في بعض الحالات تؤدي إلى التهاب الطبقة الداخلية من المعدة وحدوث القرحة.
رغم عدوم وضوح آلية العدوى بالبكتيريا، فإنه يعتقد أن التواصل المباشر -مثل التقبيل- ينقلها، كما أن شرب أو تناول الغذاء الملوث بها يؤدي إلى انتقالها من الغذاء إلى الشخص.
تناول مسكنات معينة، إذ تؤدي إلى تخريش بطانة المعدة والأمعاء وإصابتها بالالتهاب، مثل الأسبرين والآيبوبروفين والنابروكسين. ومع أن هذه الأدوية تباع في بعض الدول بدون وصفة طبية فإنه يجب استشارة الطبيب قبل تناولها، وينطبق هذا على جميع العلاجات.
بعض أدوية علاجات ترقق العظام مثل بيسفوسفونيتز، ومكملات البوتاسيوم.
أدوية التهاب المفاصل.
عوامل الخطورة:
التدخين، إذ يزيد احتمالية الإصابة بالقرحة لدى الأشخاص الذين تحتوي القناة الهضمية لديهم على بكتيريا الملوية البابية.
تناول الخمر، فهو يخرش القناة الهضمية ويزيد إفراز الحمض فيها.
الأعراض:
ألم في البطن قد يأتي في أي مكان بين السرة وحتى عظم الصدر.
يزداد الألم عندما تكون المعدة فارغة.
في الليل يشتد الألم أيضا.
يخف الألم عند تناول أغذية أو مواد تعادل حموضة المعدة مثل أدوية الحرقة.
قد يختفي لعدة أيام ثم يعود مرة أخرى.
الغثيان.
قيء يحتوي على الدم، ويكون لون القيء أحمر أو غامقا.
دم في البراز.
براز غامق اللون، وهذا دليل أيضا على وجود الدم الذي يعطي البراز هذا اللون.
تغيرات في الشهية.
فقدان الوزن بشكل فجائي.
المضاعفات:
النزيف، ويظهر في القيء أو البراز، مما قد يقود إلى فقر الدم. أما النزيف الحاد فيستلزم الدخول الفوري إلى المستشفى وتزويد المريض بوحدات من الدم.
الالتهاب، إذ قد تؤدي القرحة إلى فتحة في الأمعاء أو المعدة، مما قد يقود إلى التهاب في أنسجة البطن.
الندوب في القناة الهضمية، والتي قد تؤدي إلى إغلاق مرور الطعام في القناة الهضمية، ويشعر الشخص عندها بالشبع بسرعة أو يتقيأ بسهولة.
تشير بعض المعطيات إلى وجدو علاقة بين قرحة المعدة وسرطانها، ويعزى ذلك إلى التخريش الناجم عن الحمض والبكتيريا, ولكن الأمر بحاجة إلى مزيد من الاستقصاء.
الوقاية:
العناية بالنظافة الشخصية لتقليل احتمالية العدوى ببكتيريا الملوية البابية، ويشمل ذلك غسل اليدين قبل الوجبات وغسل الخضراوات والفواكه وعدم استعمال حاجيات الآخرين الشخصية أو أدوات طعامهم.
تناول الأدوية بعد استشارة الطبيب ووفق إرشاداته، إذ عادة ما يجب أخذ المسكنات بعد الأكل. كما أن الظرف الصحي للشخص بشكل عام يحدد ما يلائمه من أدوية.
خرافتان حول القرحة:
القرحة يسببها التوتر والضغط النفسي، وكانت هذه قناعة سائدة لسنوات، ولكن المعطيات العلمية الحديثة تشير إلى أنه لا علاقة للتوتر بالقرحة. وإذا كنت تعاني من التوتر فعليك التعامل معه لأنه قد يؤثر في صحتك بطرق أخرى، ولكن ليس من بينها الإصابة بالقرحة.
الأكل الحار يؤدي إلى القرحة، وهذه هي الخرافة الثانية، فالبهارات والفلفل قد تسبب لك تهيجا في الأمعاء وتجعلك تدخل الحمام، لكنها لن تصيبك بالقرحة.
الجزيرة