المناعة.. نقصانها وخيم وتجاوزها أليم
12-02-2013 10:35 مساءً
0
0
1097
يوصف الرجل بالمنيع أو 'ذي المناعة' في اللغة إذا امتلك القوة الشديدة التي تجعله لا يُقوى عليه وتمنع من حوله من إيذائه. أما في الطب فإن المناعة هي قدرة الجسم على التصدي لمسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والخلايا السرطانية وسمومها، والقضاء عليها ومنعها من التسبب بالأذى لأعضائه وخلاياه.
فالجهاز المناعي هو الذي يمنع مسببات المرض منا ويحمينا من أذاها، ولأن الجسم البشري بيئة مثالية للكثير من الجراثيم فإنه مثل الأرض الغنية التي يقصدها الطامعون من الغزاة، وهنا يأتي دور جهاز المناعة الذي يشكل الجيش الذي يحمي أجسامنا من المهاجمين.
وتمثل قدرة جهاز المناعة على التعرف إلى مكونات الجسم الذاتية، وتفريقها عن الخلايا والأجسام الغريبة، أساس وظيفة الجهاز المناعي، فإذا لم يكن الأخير قادرا على التعرف إلى الأجسام الدخيلة قاد ذلك إلى غزوها الجسم، أما إذا لم يستطع التميز بين الخلايا الذاتية والغريبة فإنه سيهاجم خلايا الجسم، مما يؤدي إلى حدوث أمراض معينة، مثل السكري من النوع الأول.
كما قد يتعرف جهاز المناعة إلى أجسام غريبة ولكنها ليست مؤذية، مثل الفول السوداني، ويؤدي ذلك إلى ردة فعل تسمى الحساسية التي قد تكون مهددة للحياة.
ويقسم الجهاز المناعي إلى قسمين:
المناعة الفطرية وهي الموجودة في الجسم بطبيعته، وتشمل:
الجلد الذي يشكل حاجزا أمام دخول الجراثيم للجسم.
الأغشية المخاطية.
العرق الذي يحتوي على مواد تقاوم الجراثيم.
اللعاب في الفم والذي يحتوي على أجسام مضادة.
خلايا البلعمة، وهي تقوم بالتهام البكتيريا والقضاء عليها.
السايتوكاينيز، والتي تساعد خلايا ووظائف جهاز المناعة الأخرى.
النظام المكمل الذي يهاجم جدار الخلية الغازية ويؤدي إلى تحليله.
حامضية المعدة التي تبلغ اثنين، وتقتل البكتيريا التي تصل إلى القناة الهضمية.
المناعة التكيفية وهي التي تتغير بفعل التعرض لمسببات الأمراض أو الحصول على الأجسام المضادة من الأم، وهي تتكيف وتتعلم، وبذلك تصبح أكثر فعالية في مكافحة مسببات المرض، إذ تتذكرها لتكون جاهزة للقضاء عليها إذا صادفتها مرة أخرى، وتشمل:
الخلايا البائية، وتقوم بإفراز الأجسام المضادة.
الخلايا التائية، وهي التي يهاجمها فيروس 'الإيدز'.
الأجسام المضادة التي تتعرف إلى مولدات الضد 'الأنتيجين'، وترتبط بها لتسهل القضاء عليها من قبل خلايا الجهاز المناعي الأخرى.
وتقسم المناعة التكيفية إلى قسمين: طبيعية، أي ليست بفعل تدخل طبي مقصود، وتكون إما سلبية مثل المناعة التي تعطيها الأم لطفلها نتيجة انتقال الأجسام المضادة إليه عبر المشيمة، أو نشطة تحدث نتيجة إصابة الجسم بالعدوى.
أما القسم الثاني من المناعة التكيفية فهو الصناعية، وتحدث نتيجة تدخل طبي مقصود، وتكون إما سلبية تحصل نتيجة نقل الأجسام المضادة مباشرة للشخص المريض، أو نشطة نتيجة خضوع الشخص للتطعيم.
الأمراض التي تصيب جهاز المناعة:
نقص المناعة وفيه تحدث مشكلة في أحد مكونات جهاز المناعة مثل الخلايا التائية كما في مرض الإيدز، أو خلايا البلعمة أو النظام المكمل، وقد يكون ناجما عن مجموعة من الأسباب تشمل:
خللا وراثيا جينيا.
بعض العلاجات مثل العلاج الكيميائي.
السرطان.
التقدم في العمر.
الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة 'الإيدز'.
وتؤدي أمراض نقص المناعة إلى:
زيادة قابلية الجسم للعدوى.
الحاجة إلى استخدم مضادات حيوية قوية لعلاج الالتهابات.
الأمراض التي تكون بسيطة للإنسان العادي تكون ذات تأثير حاد، وربما وخيم على الذي يعاني نقصا في المناعة.
ازدياد معدلات السرطان، إذ إن جهاز المناعة هو من يتعرف إلى الخلايا السرطانية حال نشوئها والقضاء عليها، ولذلك فإن تراجعه يؤدي إلى زيادة مخاطر الأورام الخبيثة.
أمراض المناعة الذاتية: وهنا يتعرف جهاز المناعة إلى خلايا الجسم بوصفها العدو ويهاجمها، ومن الأمثلة عليها:
داء السكري من النوع الأول، حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا 'بيتا' المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس ويدمرها، مما يؤدي للإصابة بالسكري.
التهاب المفاصل الروماتويدي، وفيه يستهدف جهاز المناعة المفاصل.
مرض أديسون، حيث يهاجم جهاز المناعة قشرة الغدة الكظرية المسؤولة عن إفراز العديد من الهرمونات مثل الكورتيزول.
أمراض الحساسية وفيها يتعرف جهاز المناعة إلى جسم خارجي غير مضر أو مؤذٍ، مثل الفول السوداني أو وبر الحيوانات، ويهاجمه، ويترافق ذلك مع ردة فعل تتراوح شدتها وقد تصل إلى التأق، وهي ردة فعل تحسسية شديدة قد تؤدي لوفاة الشخص.
الجزيرة