تخفيف أعراض تضخم البروستاتا الحميد.. من دون تناول الأدوية
12-14-2013 04:40 صباحاً
0
0
1051
هناك طرق تعتبر مفيدة بالنسبة للأشخاص المعانين من حالات التبول أثناء الليل سواء بشكل متكرر أو ملّح، ولكن يمكنهم دوما تغيير تلك الطريقة باللجوء إلى تناول الأدوية لاحقا.
إذا كنت رجلا فوق سن الخمسين، فإن هناك احتمالا بأنك تعرف شخصا يتناول دواء لمعالجة النمو المفرط لغُدّة البروستاتا، التي تُعرف جيدا بحالة تضخم البروستاتا الحميد benign prostatic hyperplasia BPH. ويمكن أن يتسبب هذا المرض في إثارة المشاكل المقلقة مثل التبول المتكرر أثناء الليل، وصعوبة تفريغ المثانة بالكامل والحاجة الملحة إلى التبول في أوقات مزعجة وغير ملائمة.
* المتابعة والانتظار يتسبب مرض تضخم البروستاتا الحميد في إحداث مشاكل ملحوظة بين ثلث الرجال في سن الستينات وتقريبا بين نصف نسبة الرجال في سن الثمانينات. ويساعد العلاج باستخدام العقاقير على تخفيف آلام تلك الأعراض. وبالنسبة للمشاكل الشديدة المتفاقمة، قد يكون إجراء الجراحة أمرا يجدر أن يؤخذ في الاعتبار. بيد أنه بالنسبة للرجال الذين يعانون أعراضا أخف لا تؤرقهم كثيرا في حياتهم اليومية، فهناك خيار آخر: ألا وهو أسلوب «المتابعة والانتظار» watchful waiting.
ومن خلال اتباع أسلوب المتابعة والانتظار، تعمل أنت وطبيبك على رصد الأعراض بعناية ثم اتخاذ إجراء عندما تشعر فقط بضرورة ذلك. وفي هذه الأثناء، يمكن أن تساعد التغييرات البسيطة في السلوك على تقليل وتخفيف الأعراض المتعلقة بمشاكل الجهاز البولي. وعلاوة على ذلك، يساعد هذا الأسلوب على تجنب التكاليف والمخاطر الناتجة من اللجوء إلى استخدام أنواع أشد من العلاج.
ويقول الدكتور مايكل باري، أستاذ الطب السريري بكلية الطب في جامعة هارفارد الذي ساعد في كتابة الإرشاديات بشأن كيفية معالجة مرض تضخم البروستاتا الحميد: «يكون أسلوب المتابعة والانتظار متاحا بشكل كبير للرجال الذين يعانون أعراضا متعلقة بمشاكل المسالك البولية السفلية الناتجة من مرض تضخم البروستاتا الحميد، من أولئك الذين ليس لديهم رغبة في بذل مجهود للبدء في مواجهة المخاطر البسيطة بل والمحدودة للعلاج، مثل أخذ العقاقير أو إجراء الجراحة».
تضخم البروستاتا الحميد
* ما هو مرض تضخم البروستاتا الحميد؟ بالنسبة للكثير من الرجال، قد تبدأ غدة البروستاتا في التضخم بشكل أكبر بمرور الوقت. يمر مجرى البول وهو الإحليل، القناة التي تنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم - عبر البروستاتا، ومن ثم يؤدي تضخم البروستاتا بشكل أكبر إلى صعوبة التبول. وبما أن المثانة تتضرر بسبب الانحباس، يصير الجدار العضلي للمثانة غليظا. ويمكن أن يكون هذا الأمر هو السبب في حدوث مشاكل مثل الاحتياج إلى دخول المرحاض بصورة متكررة وصعوبة تفريغ المثانة بشكل كامل.
وبالنسبة لبعض الرجال، لا تتطلب أعراض مرض تضخم البروستاتا الحميد العلاج الفوري. ويتمثل السؤال الذي يحدد هذا القرار فيما يلي: ما مدى المعاناة التي تسببها لك تلك الأعراض؟ ويوضح باري قائلا: «يجب أن يكون الدافع الرئيس وراء تلقي العلاج هو أن المعاناة تمنعك من فعل الأشياء التي تريدها».
* إلى أي مدى يكون هذا المرض مزعجا؟ يستخدم الأطباء المقياس الدولي لأعراض البروستاتا International Prostate Symptom Score IPSS لقياس مدى تكرار هذه الأعراض لدى الرجال. ويشتمل استطلاع الرأي على سبع نقاط بشأن الأعراض النمطية لمرض تضخم البروستاتا الحميد للتسجيل من 0 إلى 35 نقطة. ويمكنك رؤية استطلاع الرأي على موقع:
health.harvard.edu/IPSS.
ووفقا لذلك، تزيد احتمالية احتياج الرجال، الذين يسجلون 8 نقاط فأكثر، إلى العلاج، بيد أن الأمر يختلف من رجل إلى آخر. ويوضح باري قائلا: «في الواقع أن الحالات التي تشهد تسجيل أكثر من 8 نقاط هي التي تكون مصدرا للقلق والانزعاج. ومن الممكن أن يكون لدى رجلين نفس درجة الأعراض، في حين يمكن لأحدهم تحمل تلك الأعراض، بينما لا يستطيع الآخر ذلك».
ويتعامل اختبار المقياس الدولي لأعراض البروستاتا بسرعة وسهولة مع التصورات الذاتية للمصاب عند طرح هذا السؤال الإضافي: «إذا كان يتسنى لك قضاء بقية حياتك في معاناة المشاكل المتعلقة بالبول، مثلما عليه الوضع الآن، كيف كنت ستشعر حيال ذلك؟» إذا كانت الإجابة هي «بلى، كان يمكنني أن أعيش في ظل وجود تلك المعاناة»، حينئذ قد يكون أسلوب المتابعة والانتظار هو الأفضل بالنسبة لك.
بيد أن أسلوب المتابعة والانتظار لا يعني «ألا تفعل أي شيء»، فيجب أن يتضمن هذا الأسلوب بعض الاستراتيجيات لتقليل الأعراض أو تسهيل التعامل معها. وأظهرت إحدى الدراسات الصادرة حديثا، انخفاض النقاط، وفقا للمقياس الدولي لأعراض البروستاتا، التي سجلها الرجال الذين حضروا دورات في طرق الإدارة الذاتية بنسبة ست نقاط خلال ثلاثة أشهر. ويقول باري «بأن تسجيل انخفاض بنسبة ست نقاط يعتبر فارقا يدركه معظم الرجال».
* طرق التعايش بهدف التعايش مع مرض تضخم البروستاتا الحميد وتحمله، هناك أسلوب متعدد الطرق للتعامل مع الأعراض المتعلقة بمشاكل الجهاز البولي. ولأن حالات مرض تضخم البروستاتا الحميد تتقدم ببطء، لذا يمكن لأغلب الرجال أن يقرروا بأنفسهم الحالة والوقت الذي يرغبون فيه في التفكير بشأن تناول علاج أو إجراء الجراحة. وغالبا ما يكتشف الرجال، الذين يعانون أعراضا طفيفة أو معتدلة، أن التغيرات في امتصاص السوائل واستخدام الأدوية وعادات تفريغ المثانة المدرجة أدناه يمكن أن تخفف الآثار المزعجة لمرض تضخم البروستاتا الحميد بصورة ملحوظة.
* استخدام الأدوية: قم بتغيير استخدام الأدوية التي يمكن أن تتسبب في جعل الأعراض المتعلقة بالجهاز البولي أكثر حدة.
* استشر طبيبك أو الصيدلي بشأن الوصفة الطبية أو الأدوية التي تُؤخذ من دون وصفة طبية والتي يمكن أن تسهم في علاجك من مرض تضخم البروستاتا الحميد. يمكن أن تتسبب مُضادات الهستامين والأدوية المزيلة للاحتقان في حدوث مشاكل في بعض الحالات.
* إذا كنت تستخدم أدوية يمكن أن تؤدي إلى زيادة التبول، فلا تتعاطها قبل قيادة السيارة أو السفر أو حضور المناسبات أو الذهاب إلى السرير للخلود للنوم.
* لا تعتمد على المكملات الغذائية غير الفاعلة، فقد فشلت المنشارة النخلية Saw palmetto والمكملات العشبية الأخرى في الاختبارات العليمة الدقيقة حتى الآن.
* تقييد السوائل: اضبط كمية السوائل التي تشربها، مع تحديد وقتها لتجنب دخول المرحاض بالشكل المتكرر الذي يضايقك.
* لا تشرب السوائل قبل القيادة أو السفر أو حضور المناسبات في حال صعوبة الوصول إلى المرحاض بشكل سريع.
* تجنب تناول مشروبات الكافين أو الكحول بعد العشاء أو خلال ساعتين قبل موعد نومك.
* تفريغ المثانة
* عادات تفريغ المثانة: قم بتغيير وقت وطريقة تفريغك للمثانة من أجل تقليل أعراض الإصابة أو جعل الأعراض أقل ضررا.
* لا تحبس البول في المثانة، وقم بتفريغ المثانة عندما يتحتم عليك ذلك.
* عندما تكون في الخارج في مكان عام، اذهب إلى المرحاض وحاول أن تتبول إن استطعت، وحتى في حالة عدم التبول، فلن تشعر بالحاجة إلى التبول لاحقا.
* تمهل عندما تتبول لكي تقوم بتفريغ مثانتك بقدر الإمكان.
* التفريغ المزدوج للمثانة: حاول تفريغ المثانة بعد كل مرة تتبول فيها، أي تبول مرة أخرى.
* حاول الاستبراء من البول: لكي تمنع التقطر بعد تفريغ المثانة، اضغط على رأس القضيب مع العصر برفق بعد التبول مع فعل ذلك خارجيا لدفع البول للخروج من المثانة.
* التدريب على التحكم بالمثانة. إذا كان لديك ضرورة ملحة للتبول، قم بتأخير وقت التبول تدريجيا (استشر طبيبك للحصول على المزيد من الإرشادات التفصيلية).
* مراقبة الحالة كن يقظا وملما بالأمور التالية: عندما تناقش أسلوب المتابعة والانتظار مع طبيبك، تأكد من فهمك لكيفية ومدى إمكانية تغير الأعراض بمرور الوقت. وبمعنى آخر: ماذا يمكنك أن تتوقع حدوثه؟ وما الذي ينبغي عليك توخي الحذر بشأنه؟
وعلى وجه العموم، تتفاقم أعراض المسالك البولية السفلية الناتجة من مرض تضخم البروستاتا الحميد بشكل بطيء على مدار الوقت، ولكن لا يكون ذلك الأمر دائما. وفي سياق متصل، كشفت إحدى الدراسات، التي أُجريت على رجال لديهم أعراض معتدلة واختاروا أسلوب المتابعة والانتظار، أن نسبة 13% من عينة الدراسة كانت لديهم مشاكل طفيفة متعلقة بالجهاز البولي بعد مرور أربعة أعوام من المتابعة. وبقيت الأعراض كما هي في 46% من الحالات، بينما تطورت الأعراض في 41% من الحالات لينتهي الأمر بوجود أعراض أكثر حدة أو اختيار الرجال لإجراء جراحة. وبالإضافة إلى ذلك، يحتاج الكثير من الرجال لطمأنتهم بأن التغييرات التي تطرأ على وظائف الجهاز البولي ويلاحظونها ليست علامات على وجود شيء مثل سرطان البروستاتا. ويقول باري بأن هذا الأمر يعد من المخاوف الشائعة، مضيفا: «نجد كثيرا من الرجال يستشيرون طبيبهم بشأن أعراض المسالك البولية السفلية ليس بسبب رغبتهم في بذل جهد للتغلب على تلك الأعراض، بل لأنهم قلقون بشأن ما يمكن أن تمثله تلك الأعراض».
وفي النهاية، ينبغي عليك متابعة التقويم لمعرفة موعد استشارتك المقبلة، لأن أسلوب المتابعة والانتظار يعني وجوب معاودة المتابعة. ويشير باري إلى ذلك قائلا: «يتمثل جانب المتابعة في وجود المتابعة الدورية مع طبيب بشكل منتظم للتأكد من عدم تغير الأعراض أو تحولها لأعراض أمراض أخرى مثيرة للقلق».
هارفارد، الشرق الأوسط