26% من السعوديين يعانون ارتفاع ضغط الدم و 24% من السكر
02-07-2014 08:06 صباحاً
0
0
644
أوضح الدكتور منصور بن محمد النزهة عضو مجلس الشورى السابق ومدير جامعة طيبة سابقاً في حوار خاص لـ«عكاظ الأسبوعية»، أن المشروع الوطني لدراسة أمراض شرايين القلب بالمملكة أكد انتشار مرض شرايين القلب بالمملكة بنسبة 5.5 في المائة، وأن 26 في المائة من المواطنين يعانون ارتفاع ضغط الدم و 24 في المائة من مرض السكري.. وهذا نصه:
متى كان ميلادك وأين؟
ولدت في المدينة المنورة في 1365هـ (يونيو 1946م).
هل عاصرتم مرحلة الكتاتيب؟
ـ عاصرت هذه المرحلة ولكني لم أدرس في الكتاتيب، ودرست المرحلة الابتدائية في مدرسة قباء وكانت تقع جنوبي مسجد قباء.
حدثنا عن أبرز أصدقائك في تلك المرحلة؟
أبرز أصدقائي هم الشيخ أحمد عبد الحميد عباس، خالد حلِّيت المسلم وصالح سعدي، أما المرحلة المتوسطة فكانت في مدرسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأبرز أصدقائي في تلك المرحلة هما الدكتور أنور عبدالمجيد جبرتي والأستاذ فهيد فهد الشريف، أما دراستي في المرحلة الثانوية فكانت في ثانوية طيبة في باب العنبرية، وأبرز الأصدقاء والزملاء في تلك المرحلة الأخ محمد الحميد (رحمه الله) الدكتور طلال حلواني، الدكتور طارق حجار والدكتور محمد موسى عامودي والدكتور محمد عبد الرحمن الحصين.
حدثنا عن الحياة الاجتماعية بالمدينة المنورة في تلك الفترة.
تميزت تلك المرحلة بالترابط الكبير بين أفراد المجتمع سواء على مستوى الأسرة أو على مستوى الذين يسكنون في الحي الواحد (الحوش)، واستمر هذا الوضع حتى توسعت المدينة وكبرت وتباعد ساكنوها بعد التوسعة للحرم النبوي الشريف، حيث شملت التوسعة معظم أحياء المدينة القديمة، وكان الشباب يتعلمون من كبار السن في المجالس الاجتماعية السائدة آنذاك، وكان الناس ينامون قديماً بين الثالثة والرابعة حسب توقيت الغروب الذي كان يستعمل في ذلك الوقت.
كيف كان منهج والدكم في الجانب التربوي؟
كان والدي (رحمه الله) حازما ولينا في نفس الوقت، حازما في ما يتعلق بأدائنا للصلاة في جماعة في المسجد الذي بناه بجوار مزرعته بقباء، وكان يؤمنا للصلاة ويتفقدنا لصلاة الفجر والمغرب والعشاء وكان يحرص كثيرا على تعليمنا ومواصلة التعليم.
هل أنعكس ذلك على تربية أبنائك فيما بعد؟
لا شك أن جزءا من منهجي في تربية أبنائي ورثته من والدي (رحمه الله)، فإضافة إلى الاهتمام بتعليمهم بشكل كبير والاهتمام بغرس حب الخير لكل الناس في نفوسهم، كنت أحرص على اعتمادهم على الله أولاً ثم على أنفسهم وتوجيههم بطريقة غير مباشرة لاستقلالهم في شؤون حياتهم مثل اختيار تخصص دراستهم الجامعية والجهة التي يريدون العمل بها واختيار زوجاتهم.
حدثنا عن هواياتك؟
أهوى السفر بهدف الاستطلاع والتعليم عن عادات الشعوب وحضور المؤتمرات العلمية حيث زرت العديد من دول العالم وتعلمت كثيرًا من الأسفار، واعتبر نفسي مدمنا على القراءة في مجالات الثقافة العامة وكتب التراث، وفي مجال تخصصي في الطب بشكل عام وطب القلب للكبار بشكل خاص، ومشترك في العديد من المجلات العلمية في مجال تخصصي.
ما نظرتكم للإعلام المعاصر.. وهل أثر على حياة الناس؟
الإعلام يلعب دورا هاما في حياة الناس وتزداد أهمية هذا الدور يوما بعد يوم في ظل التطور الهائل في وسائل الاتصالات، التلقي من الإعلام والتعامل مع الإعلام يحتاج إلى مهارات لدى كل مثقف، لا شك أن الإعلام الحديث يأخذ كثيرا من الوقت لكن المثقف يحتاج إلى التوازن في التعامل مع الإعلام فيما يتعلق بالوقت وفي مسألة تقبل الرأي الآخر وتقبل النقد بأريحية.
في حياتك محطات عديدة حتى التقاعد، حدثتنا عنها؟
التحقت بجامعة الملك سعود (كلية الطب) في شهر صفر عام 1401 هـ بعد أن أنهيت الدراسة الجامعية وسنة الامتياز بجامعة كراتشي بالباكستان، والدراسات العليا ببريطانيا وكانت بدايتي بقسم الباطنة (شعبة طب القلب) وكنت أول رئيس للشعبة، وعند إنشاء المركز عينت رئيسا للمركز، وفي المجال الأكاديمي شغلت مرتبة أستاذ مساعد بالكلية ثم أستاذ مشارك ثم أستاذا للأمراض الباطنية والقلب، كما شاركت في إجراء العديد من البحوث العلمية في مجال طب القلب، وشاركت كباحث رئيس في المشروع الوطني لأمراض شرايين القلب بالمملكة، والمشروع الوطني لدراسة الحالة الغذائية لسكان المملكة، وفي المجال الإداري عملت مديرا لشعبة طب القلب ثم مديرًا لمركز الملك فهد لطب وجراحة القلب، كما أشرت إلى ذلك أعلاه كما عملت مديرا لمركز الدراسات العليا بكلية الطب ثم وكيلاً لكلية الطب للشؤون الإدارية لمدة خمس سنوات ثم عميدا لكلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية لمدة خمس سنوات تقريبًا حتى صدر الأمر السامي بتعييني عضوا في مجلس الشورى.
خلال عملكم بجامعة الملك سعود، كنتم مستشارا لبعض الجهات الحكومية حدثونا عن ذلك؟
في البداية عملت كمستشار للخدمات الطبية بالحرس الوطني لعدة سنوات وكنت أشرف على لجنة استشارية لتدريب الأطباء وابتعاثهم، بعدها عملت مستشارًا بوزارة الصحية حتى عام 1411هــ . وفي عام 1412هـ عملت عضوا في الهيئة الاستشارية ومستشارا لوزير التعليم العالي وحتى عام 1424هــ.
ما علاقتكم بالمجلس العربي للاختصاصات الطبية؟
كنت ممثلا لجامعة الملك سعود في المجلس العربي لتخصص الأمراض الباطنية ورأست المجلس العلمي لاختصاص الأمراض الباطنية في المجلس لمدة ثماني سنوات، أشرفت فيها على التدريب والاختبارات على مستوى العالم العربي، والمملكة كانت من أهم المراكز التدريبية للمجلس، إضافة إلى دول الخليج، العراق، الأردن، لبنان، ليبيا واليمن.
أخترت كعضو في مجلس الشورى في إحدى دوراته.. كيف تم وهل من ذكريات؟
أعتز باختياري من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (رحمه الله) بأن أكون أحد أعضاء مجلس الشورى الستين في أول دورة للمجلس في العصر الحديث، وذلك في 3/3/1414هـ، ومكثت في مجلس الشورى أربع سنوات عدت بعدها لكلية الطب بجامعة الملك سعود كأستاذ واستشاري طب القلب، وخلال الأربع سنوات تم العديد من الإنجازات أبرزها النظام الصحي بالمملكة، ونظام التأمين الصحي لغير السعوديين ونظام الهيئة الوطنية للغذاء والدواء.
كيف كانت علاقتكم آنداك بالشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير (رحمه الله)؟
لا شك أن الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير (رحمه الله) كان قائدا فذا يتميز بقيادة حكيمة خلال رئاسته للمجلس مما أكسبه احترام جميع أعضاء مجلس الشورى، وكان محنكا ويتحلى بالتحمل والصبر ومتواضعا لأبعد الحدود وكان اختياره كأول رئيس لمجلس الشورى موفقا.
كيف كانت علاقتك بزملائك أعضاء المجلس؟
كانت علاقتي بزملائي بالمجلس علاقة متميزة من الاحترام والمحبة ومنهم الدكتور عبدالله نصيف نائب رئيس المجلس، والدكتور حمود البدر أمين عام المجلس وتربطني بمعظم الزملاء الآخرين من أعضاء المجلس علاقة أخوة مستمرة حتى يومنا هذا.
حدثنا عن اختياركم مديرًا لجامعة طيبة وأبرز إنجازاتكم؟
شرفت بصدور القرار الملكي الكريم في 27/4/1425هــ بتعييني مديرا لجامعة طيبة، وكانت الجامعة عند إنشائها تشتمل على خمس كليات، أربع منها تابعة لفرع جامعة الملك عبد العزيز بجدة، (كلية التربية وكلية العلوم وكلية الطب وكلية علوم الحاسب الآلي)، وكلية الدعوة تابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، وعملت مديرا للجامعة لمدة ثماني سنوات، وتم خلال هذا الفترة التوسع في فتح الكليات في جميع التخصصات الهامة التي يحتاجها سوق العمل، كما تم استحداث فروع للجامعة في كل المحافظات الست التابعة لمنطقة المدينة المنورة والتي تشمل محافظة ينبع ومحافظة العلا ومحافظة خيبر ومحافظة بدر ومحافظة المهد ومحافظة الحناكية.
كيف تقيمون جهودكم في مكافحة خطر الإرهاب على المجتمع عندما كنتم مديراً لجامعة طيبة؟
الإرهاب الذي يمارس في الكثير من دول العالم هو عمل إجرامي وتخريبي يتنافى مع جوهر الإسلام وتعاليمه السمحة التي تدعو للرفق واللين بدلا من العنف والتخريب الذي يؤدي إلى قتل الأنفس المعصومة، والمملكة ملكا وحكومة وشعبا سعت إلى نبذ العنف في أي مكان في العالم، كما سعت لتقديم الخير بكل أنواعه ووسائله للإنسان ولجميع المحتاجين في العالم دون النظر لديانتهم ومعتقداتهم، وكان للجامعة ومازال دور بارز في الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب.
تخصصتم في مجال طب القلب، وكنتم أول سعودي يحصل على درجة الأستاذية في طب القلب بالمملكة، حدثونا عن أهمية التخصص؟
اعتز أنني شاركت في إنشاء جمعية القلب السعودية وكنت أول رئيس لمجلس إدارتها، كما أنني شاركت في إنشاء مركز الملك فهد لطب وجراحة القلب بجامعة الملك سعود وكنت أول رئيس للمركز.
كان لكم دور في البحوث الطبية في مجال تخصصكم حدثونا عن أهم هذه البحوث؟
البحوث العلمية التي شاركت فيها وتم نشرها قرابة 100 بحث علمي في مجال طب القلب، منها اثنان على مستوى المملكة كمشروع وطني وعلى مدى خمس سنوات لكل المشروع.
ما نسبة انتشار أمراض الشرايين وارتفاع الضغط والسكري والسمنة في المملكة؟
كشف المشروع الوطني لدراسة أمراض شرايين القلب بالمملكة والمدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن نسبة انتشار مرض شرايين القلب بالمملكة 5.5 في المائة وارتفاع ضغط الدم 26 في المائة ومرض السكري 24 في المائة وارتفاع الدهون والكوليسترول 54 في المائة والسمنة 36 في المائة هذه النسب هي بين السعوديين في الأعمار بين 30 و70عاما.
هل هذه النسب أقل أم أكثر من المعدلات العالمية؟
نسبة مرض شرايين القلب قريبة من النسبة العالمية في أمريكا 6.6 في المائة وفي الهند 8.8 في المائة، أما نسبة الإصابة بمرض ارتفاع الضغط والسكري والسمنة فتعتبر من أعلى النسب العالمية، وتشارك معظم دول الخليج المملكة في هذه النسب العالية، وهناك جهود تبذل على مستوى المكتب التنفيذي لدول مجلس التعاون في هذا الاتجاه.
تعيشون الآن فترة تقاعد.. حدثنا عن هذه الفترة تحديداً؟
بعد خدمتي الوطن لمدة ثلاثة وثلاثين عاما آخرها ثماني سنوات كمدير لجامعة طيبة، دخلت مرحلة جديدة هي حياة التقاعد، و أقوم في الوقت الحاضر بالقراءة بشكل أكبر من السابق، وأراجع البحوث العلمية المحكَّمة لعديد من المجلات العلمية بالمملكة وخارجها في مجال تخصصي في طب القلب، وأعمل حاليا مستشارا في هيئة المستشارين لمنظمة الصحة في مجال طب القلب، ونائبا لرئيس مجلس إدارة جمعية تكافل الخيرية للأيتام بمنطقة المدينة المنورة، كما أنني أراجع كمحكم للترقية لأعضاء هيئة التدريس في مجال طب القلب في الجامعات السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
هل تعتزمون فتح عيادة بعد تقاعدكم خاصة وأن المجتمع بحاجة إلى تخصصكم؟
الموضوع قيد الدراسة، وحالياً أمارس المهنة في أحد المجمعات الطبية الخيرية.
حدثنا عن حياتك الأسرية والأبناء وتخصصاتهم؟
لدي من الأبناء الدكتور عمر عضو هيئة تدريس بقسم الباطنة بكلية الطب بجامعة طيبة، والمهندس صلاح ـ مهندس شبكات حاسب آلي حصل على البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وعمل في الهيئة الوطنية للغذاء والدواء ثم انتقل إلى العمل بهيئة تطوير المدينة المنورة.
خالد الجابري، عكاظ