• ×

95% من حالات شلل الأطفال عالميا في البلدان الإسلامية

0
0
603
 
كشف الاجتماع الأول للفريق الاستشاري الإسلامي العالمي المعني باستئصال شلل الأطفال اليوم في جدة، أن 95% من حالات الإصابة بشلل الأطفال على مستوى العالم تحدث في دول أعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.

ويأتي هذا الاجتماع استجابة للتحذيرات العاجلة التي أطلقها المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وذلك بعد قيام جماعات دينية وصفت 'بالمتشددة' في باكستان بقتل ما يزيد عن ثلاثين شخصا من العاملين الصحيين التابعين للمنظمة أثناء تنفيذهم حملات تطعيم الأطفال باللقاحات المضادة للشلل، مستندين إلى فتاوى تعتبر التطعيم 'اعتراضا على قضاء الله وقدره'.

وحذر مدير المكتب الإقليمي الدكتور علاء علوان من تزايد عدد المصابين بشلل الأطفال في باكستان بنسبة كبيرة، ولا سيما في شمال وزيرستان وخيبر بختون خوا، إذ لم يتم الوصول إلى أطفال تلك المناطق بغرض تلقيحهم ضد الفيروس منذ 18 شهرا.

الغالبية العظمى
وقال علوان في تصريح للجزيرة نت إن الغالبية العظمى من الأطفال الذين لم يتلقوا لقاح الشلل تتركز في باكستان وأفغانستان والصومال ونيجيريا وسوريا، مرجعا ذلك إلى زيادة حالات العنف تجاه العاملين الصحيين وانعدام الأمن في تلك المناطق.

وأضاف أن منطقتي باكستان وشمال نيجيريا تعتبران مصدرا لانتشار فيروس شلل الأطفال، مما أدى إلى تفشي إصابة الأطفال بالمرض بنسبة كبيرة في بلدان كانت خالية منه كسوريا والصومال.

وحذر علوان من تراجع نسبة نجاح خفض معدلات الإصابة بمرض شلل الأطفال والتي بلغت 99.9% بعد تراجع التطعيم في المناطق المذكورة، وقال إن الخطورة الحالية تتمثل في زيادة نسبة انتقال العدوى في البلدان المجاورة للبلدان الموبوءة.

وأشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني إلى أن ما يزيد عن 80% من إجمالي 1.6 مليار مسلم في أنحاء العالم يعيشون في مناطق خالية من شلل الأطفال، بينما يعيش 17% فقط منهم في بلدان موبوءة بفيروس هذا المرض.

إعلان جدة
وجاء الاجتماع برئاسة مشتركة بين المجمع الفقهي الإسلامي الدولي ومشيخة الأزهر، واعتبر أن جميع الفتاوى الممانعة لحملات تطعيم شلل الأطفال التي ظهرت في باكستان باطلة.

وقال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان إن تلك الفتاوى لا تستند إلى أسس علمية أو شرعية، لأنها تمس صلب مقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على صحة الإنسان واستقراره، وإن التطعيم ضد شلل الأطفال واجب، والممتنع عنه آثمٌ شرعا.

وخصص الاجتماع التشاوري الإسلامي العالمي جلساته التي تستمر حتى يوم غد الخميس لمناقشة التحديات المتبقية التي تواجه استئصال شلل الأطفال في كل من باكستان وأفغانستان والصومال، بحضور ممثلين رفيعي المستوى لكل البلدان المعنية.

وفي سياق متصل ذكر رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي أن البنك قدم مساعدات مالية لحكومتي إسلام آباد بقيمة 227 مليون دولار، وكابل بقيمة 12 مليون دولار لمساعدتهما في مجابهة جهود شلل الأطفال التي تشهد تعقيدات أمنية واجتماعية وسياسية كبيرة تمنع استمرار حملات التطعيم. وشدد على ضرورة عقد ملتقى لتوعية أهل باكستان بشأن استكمال التطعيم في جميع مناطق باكستان.

ومن المقرر أن يصدر الفريق الاستشاري الإسلامي العالمي المعني باستئصال شلل الأطفال 'إعلان جدة' الذي سيؤكد التزام الأطراف المعنية كافة بدعم البلدان الأربعة التي لا يزال شلل الأطفال مستوطنا بها، كما سيتم وضع خطة عمل يتم العمل بها للأشهر الستة المقبلة لتعزيز التضامن بين الدول الإسلامية.

وتستهدف خطة العمل التصدي للقضايا الرئيسية، مثل العمل على حماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بما في ذلك الشلل، والعمل على وقف العنف ضد العاملين في المجال الصحي عبر التأكيد على دور الأهل وعلماء الدين والحكومات والعاملين في المجال الصحي في حماية أطفال المجتمعات الإسلامية بحملات التطعيم.

الجزيرة