ماذا تعرف عن حساسية حبوب اللقاح؟
03-12-2014 09:32 مساءً
0
0
663
يعتبر فصل الربيع كابوسا مزعجا بالنسبة لمرضى حساسية حبوب اللقاح، إذ يؤدي انتشارها في الهواء إلى إصابة جهازهم التنفسي بمتاعب مثل العطس المتكرر وسقوط دموع من العين وضيق التنفس. ويُعد تجنب التعرض لحبوب اللقاح أفضل وسيلة لمواجهة الحساسية، كما يمكن التخفيف من حدتها من خلال تعاطي الأدوية والخضوع للعلاج المناعي.
وأوضح أوفه برغر، الباحث بمجال أمراض الحساسية بكلية الطب بالعاصمة النمساوية فيينا، أن جهاز المناعة لدى المرضى يستجيب لحبوب اللقاح الموجودة بالهواء على أنها أجسام خطيرة، ويبدأ في التأهب بكامل قواه لمقاومتها، مما يؤدي إلى الإصابة بمتاعب في المسالك التنفسية تظهر في الشعور بحكة في الأنف فقط لدى البعض، وتصل إلى الرشح ونزول دموع من العين وانسداد الأنف لدى آخرين، لافتا إلى أن حبوب اللقاح يمكنها الانتقال في الهواء عبر آلاف الكيلومترات.
ويشرح البروفيسور كارل كريستيان برغمان -اختصاصي الحساسية بمستشفى شاريتيه بالعاصمة برلين- أن الاستجابة لمسببات الحساسية تختلف من مريض لآخر، إذ لا توجد سمات عامة لبداية ظهور الأعراض. وتابع برغمان أن هذا الاختلاف يسري أيضا على مدى تطور المتاعب لدى كل مريض خلال موسم حبوب اللقاح، محذرا من إمكانية أن يتغير تأثير حبوب اللقاح ويصبح أكثر ضررا على المريض.
الخضوع للفحص
وعن كيفية التشخيص، قالت عالمة الأحياء الألمانية آنيا شفالفنبرغ 'لا بد في البداية من الخضوع لفحص لدى الطبيب للتحقق مما إذا كانت هذه الأعراض ترجع إلى الإصابة بحساسية من الأساس أم لا، وإلى أي مادة تحديدا' مع العلم بأنه يتم تحديد ذلك عن طريق اختبار الجلد أو تحليل دم.
ويطمئن برغمان بقوله: كلتا الطريقتين تتيح إمكانية الحصول على نتائج موثوقة، إذ تُظهران ما إذا كانت هناك أجسام مضادة تثبت وجود الحساسية أم لا. وأوضح أنه يتم تشخيص الحالة على أنها إصابة بالحساسية إذا تم التحقق من وجود هذه الأجسام، إلى جانب الأعراض المميزة للحساسية والمتمثلة في الحكة والتهاب الأغشية المخاطية بالأنف.
وحذرت شفالفنبرغ من إمكانية تطور حساسية حبوب اللقاح المعروفة أيضا باسم 'حمى القش' إلى ربو تحسسي، والذي تصل به الإصابة إلى المسالك التنفسية السفلية.
التجنب
ولتجنب الوصول إلى هذه المرحلة الخطيرة، أكد برغر أن تجنب حبوب اللقاح يعد أفضل وسيلة لعلاج المرضى. ولهذا الغرض تنصح الرابطة الألمانية لأمراض الحساسية والربو مرضى حساسية حبوب اللقاح باتخاذ بعض التدابير والإجراءات الاحترازية التي من شأنها الحد من المتاعب التي تسببها هذه الحساسية.
وأوصت الرابطة الألمانية بارتداء قبعة ونظارة تحميان العين والأنف بشكل كبير من حبوب اللقاح التي يحملها الجو، بالإضافة إلى إغلاق زجاج نوافذ السيارات عند ركوبها وتشغيل مكيف هواء مزود بفلتر لحبوب اللقاح، والذي يفضل استبداله سنويا، بالإضافة إلى تزويد نوافذ الغرف بشبكة لحجب حبوب اللقاح وتجهيز مكيف الهواء بفلتر لحبوب اللقاح.
وفي حالة الإصابة بحساسية مفرطة تجاه حبوب اللقاح، توصي الرابطة باستخدام قناع التنفس وخلع الملابس الخارجية قبل الذهاب إلى النوم وإبعادها عن غرفة النوم، مع الاهتمام بغسل شعر الرأس جيدا وخاصة قبل الذهاب إلى النوم، وذلك حتى لا تتسلل حبيبات اللقاح إلى داخل الوسادة ومنها إلى العين أو الأنف. كذلك يُوصى بغسل الأنف عن طريق استنشاق الماء بشكل منتظم.
وإلى جانب اتباع هذه الإجراءات الاحترازية، أكد البروفيسور برغمان أهمية مراجعة الطبيب الذي سيصف للمريض العلاج الملائم. كما يمكن الخضوع للعلاج المناعي للحساسية، الذي يتم خلاله تعويد المريض على مسببات الحساسية ببرنامج علاجي يستمر ثلاثة أعوام.
الجزيرة