• ×

الكشف المبكر يحسن فرص علاج الكلى

الكشف المبكر يحسن فرص علاج الكلى
0
0
687
 
تعتبر الكلى بمثابة محطة تنقية للجسم، وللأسف لا يشعر الإنسان عادة بحدوث أي أضرار فيها إلا في المراحل الأخيرة من المرض عندما يكون الوقت متأخرا للغاية لعلاجها، إلا أنه يمكن تجنب ذلك من خلال الفحص الدوري الذي يهدف إلى اكتشاف أي أضرار أو مشاكل بصورة مبكرة، وبالتالي زيادة فرص العلاج.‬

وأوضح اختصاصي الغدد الصماء وعلاج السكري الألماني توماس هاك أن الكلى تعمل على تنقية الدم من خلال تشعبات الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة في أنسجتها، وهي مسؤولة أيضا عن عدة وظائف أخرى، من بينها -مثلا- تصريف المواد القابلة للذوبان في الماء والناتجة عن عملية التمثيل الغذائي بالجسم.

الكرياتينين
ويمكن التحقق مما إذا كانت وظائف الكلى تعرضت للاضطراب أم لا من خلال قياس نسب مادة الكرياتينين بالدم، إذ عادة ما يزداد تركيزها بالدم إذا لم يتم تصريف هذه المادة عن طريق البول.

وحذر الطبيب هاك من أن الإصابة ببعض الأمراض المزمنة -ولا سيما السكري- تعزز فرص حدوث أضرار في الكلى، إذ يتعرض مرضى السكري بصفة خاصة لخطر الإصابة بتغيرات واضطرابات في وظائف الكلى بشكل كبير إذا لم تكن نسب السكر بالدم منتظمة لديهم، ويمكن أن يتسبب ذلك في ما يسمى بـ'التصلب الحبيبي'، وفيه تتضخم وتتكلس الوحدات المسؤولة عن التنقية بالكلى، مما يؤدي إلى اختلال عملية التنقية التي تصبح غير دقيقة.‬

وعند حدوث ضرر في الكلى، فإنها تبدأ في طرح وتصريف المواد التي ينبغي على الجسم الحفاظ عليها كعنصر الألبومين مثلا، وهو أحد البروتينات الموجودة في بلازما الدم، ولذلك فإن ارتفاع الألبومين في البول يشير إلى حدوث أول الأضرار بالكلى.‬

وأضاف الطبيب أنه مع تفاقم الضرر في الكلى تتدهور قدرتها على أداء وظيفتها، وربما لا يعود بإمكانها طرد السموم من الجسم، ملفتا إلى أن إصابة الكلى بضعف مزمن يستلزم خضوع المريض لغسيل كلوي بصورة منتظمة أو الخضوع لجراحة زراعة الكلى.‬‫ ‬

فحص دوري
لذلك، شدد اختصاصي الغدد الصماء على أهمية أن يقوم مرضى السكري وغيرهم من المصابين بأمراض مزمنة، بفحص وظائف الكلى لديهم بصورة دورية، وذلك للتعامل مع أية مشاكل تظهر في بداية الإصابة بها، كما تجب أيضا المواظبة على قياس ضغط الدم بصورة مستمرة مع إجراء تحاليل الدم والبول.

وأردف هاك أنه يفضل أن يلتزم مرضى السكري بضبط معدلات السكر بالدم لديهم على الدوام، إذ يمكنهم بذلك الحفاظ على صحة الكلى وحمايتها من الاضطرابات. أما بالنسبة لضغط الدم فيجب أن يكون أيضا في معدلاته الطبيعية، إذ يجب ألا تزيد على 90/140 ملليمتر زئبق.

وأوصى الطبيب مرضى السكري أيضا بالحفاظ على أوزانهم ضمن المدى الطبيعي والمواظبة على ممارسة الأنشطة الحركية لوقاية أنفسهم من أمراض الكلى، مؤكدا ضرورة تناول البروتينات في الأطعمة بمعدلات معتدلة، بحيث لا تكون كبيرة أو قليلة للغاية.‬

كما يجب أيضا أن يقلع مرضى السكري عن التدخين، إذ يتسبب النيكوتين الموجود في السجائر في ضيق الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة في الكلى، مع العلم بأن خطر إصابة مريض السكري المدخن بأضرار في الكلى تستلزم الخضوع لغسيل كلوي يزداد عنه لدى المرضى غير المدخنين.‬

الجزيرة